الأحد، 19 فبراير 2017

تعليم المهارات ... لم ينجح أحد!!
روت صحيفة عكاظ نهار الأربعاء 2 /2/ 1438 أن معالي وزير التعليم أحمد العيسى قال:" إن خريج الثانوية العامة يفتقد المهارات الشخصية والمعرفية التي تساعده في مجالات الحياة. وأن دور المعلم يجب أن يرتكز على التيسير والإرشاد للطالب والطالبة بالتعلم عبر مصادر المختلفة"، وهذا التصريح يؤكد ما يتحدث فيه التربويون دائماً أن التعليم الذي يتم في مدارسنا الآن يجب أن يصل إلى نقطة النهاية، فالتعليم في العصر الحالي قد تغيرت هويته وطريقته وفكره، وتحول من تلقين المعلومة إلى تدريب وتأهيل لمهارات الحصول عليها، فالمعلومة متجدد والمهارة هي الباقية، ودور المعلم الذي قال عنه الوزير أنه يجب أن يركز على التيسير والإرشاد لم يجد الفرصة بين أكوام المعلومات التي يلقنها للطالب، فاستمرار مدارسنا بهذا الشكل الرتيب الذي تسيطر "في غالبه" المدرسة التقليدية لا يخدم وطنًا يطمح للمستقبل، ولا يحقق رؤية تسعى أن تبني أمة، هذا الجيل الذي في قاعات الدراسة اليوم هو جيل 2030، ويجب أن نتعامل معه من هذا المنطلق، يجب أن نتخلص من التركة القديمة التي جعلت تعليمنا لا يصلح أن ينتج العلماء ورواد الفضاء والساسة والادباء، فيجب أن نتوقف هنا، ويجب أن نبدأ من هنا.
فالمدارس التي لازالت تنتج كل عام طلاب يتزاحمون على مقاعد جامعية بحثًا عن وظيفة حكومية، تهمل حاجات سوق العمل الحقيقية، وتستمر في تخريج أعداد لا حاجة للوطن بها فيزدحمون على أبواب "جدارة" و"حافز"، كل أولئك الأفراد لم يجدوا من يفتح عقولهم ويكشف قدراتهم ويصقل مهاراتهم ويوجههم التوجيه الصحيح، وضِعوا في تعليم سلبي جعل من طالب متلقي للمعلومة فقط ومسترجعاً إياها في اختبارات تقيس فقط الجانب المعرفي في شخصية الطالب ومتجاهلة الجوانب الوجدانية والجوانب المهارية، والمحزن في نفس الموضوع أن تسأل طالب الثانوية عن طموحاته المستقبلية تجده لا يضع شيء في حسبانه، وتحاول أن تستكشف مواهبه أو هواياته فلا تجد، فتسأل نفسك: ماذا كان يُفعل بهذا الفرد طوال 12 عاماً في المدرسة؟
إنك حين تشاهد الجيل الجديد يبدع في معرفة الرياضات أو الإلكترونيات أو المحركات، لتدرك أن هذا الجيل يستحق أكثر، هذا التعليم لا يناسب أفكارهم وقدراتهم وطموحاتهم، وقد توقف عن العطاء منذ دخول الإنترنت كل منزل، وأصبحت الفضائيات شريك في التربية، وأضحت الأجهزة الذكية رفيقة لكل الأجيال؛ هذا التعليم الحالي توقف تماماً هنا ووصل لنقطة الصفر في النمو، فاعتمد الجيل على غير المدرسة في تشكيل شخصياتها، واتجهت لغير المناهج في تربية مواهبها ، واقتدت بغير المعلم كنماذج لحياتها، هذا التعليم لازال يقوم على الكتاب التقليدي في زمن الواقع المعزز، ويعتمد السبورة في زمن الشاشات الذكية و3D، ويقوم على معلمين ظُلِموا بإعداد غير كافي لتعليم حقيقي، هذا التعليم يُسكت الطالب الذي يمكن أن يُسمع  العالم صوته من غرفته، وأوقف تفكيره على الحفظ وهو بإمكانه أن يخترق المواقع والشبكات الإلكترونية.
وقبل أن يطالب الوزير من المعلمين أن يغيروا أدوارهم، لابد أن يطالب جميع العاملين في الوزارة أن يغيروا وجهات نظرهم تجاه التعليم، وأن تكون البداية بهم في تغيير الفكر التقليدي والعمل على صناعة تعليم عصري ومنتج، ففي عصر المعرفة تكون الأدوار كبيرة على التعليم، ولزاماً على وزارة التعليم أن تبدأ بنفسها ومن ثم تُوجِد مشروع وطني حقيقي لتغيير التعليم وتطوير بيئاته والعاملين فيه ومناهجه وبرامجه برؤية عصرية ورسالة مجتمعية وأهداف مستقبلية بشكل يجعل منه المصنع لرأس المال البشري في رؤية السعودية 2030.


عبدالعزيز بن بخيت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق